ـ(44)ـ
قبل خلقه آدم عليه السلام بألفي عام وإخراج الذرية من صلبه على صور الذر، ومعنى قول الرسول صلى الله عليه وآله : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) (1).
قال: فالجواب وبالله التوفيق:
"إنّ الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها وتتباين معانيها، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة، وصنفوا كتباً لغوا فيها، وهزأوا فيما أثبتوا في معانيها، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحق وتخرصوا الباطل بإضافتها إليهم، ومن جملتها كتاب سموه "الأشباح والأظلة" ونسبوا تأليفه إلى محمّد بن سنان(2).
ثم قال بعد ذلك كله: (ولسنا نعلم صحة ما ذكروه في هذا الباب عنه، فإن كان صحيحاً فإنّ ابن سنان مطعون فيه (قد طعن عليه)، وهو متهم بالغلو. وإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضال بضلاله عن الحق، وإن كذبوا فقد تحملوا أوزار ذلك) (3).
ثم انتقل إلى بيان حديث الأشباح قائلا: (إنّ الرواية التي جاءت عن الثقاة: بأن آدم عليه السلام رأى على العرش أشباحاً يلمع نورها، فسأل الله تعالى عنها ؟ فأوحى الله تعالى إليه: أنها أشباح رسول الله وأمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ. وأعلمه أنّه لولا الأشباح التي يراها ما خلقه ولا خلق سماءً ولا أرضاً).
وتحدّث بعد ذلك عن تأويل هذا الخبر قائلاً: (أما الوجه فيما أظهره الله تعالى من الأشباح والصور لآدم عليه السلام فليدّله على تعظيمهم وتبجيلهم، وجعل ذلك إجلالا لهم، ومقدمة لما يفرضه من طاعتهم، ودليلا على أنّ مصالح الدين والدنيا
________________________________
1 ـ أجوبة المسائل السروية: 210 ضمن عدة رسائل، الشيخ المفيد، منشورات مكتبة المفيد، قم ط2.
2 ـ أجوبة المسائل السروية: 211.
3ـ المسائل السروية 210.