ـ(43)ـ
وإمكان ذلك واضح، ومعرفة اللغة الأخرى، وخاصة إذا كانت لغة كتاب سماويّ ليس بأمر عسير، وإذا عرفنا إنّ الإمام الصادق عليه السلام قد كان تصدّى لعقائد أهل الأهواء ولمزاعم الزنادقة، وشبهات أهل الكتاب، فلا غرابة في معرفة تلك اللغات. أمّا معرفة العلوم والصنائع فيكفي أنّ من تلاميذه جابر بن حيان ملهم علم الكيمياء (1).
رابعا: اذعاء سبق ذات النبي صلى الله عليه وآله وذوات الأئمة ـ عليهم السلام ـ ذات آدم عليه السلام في الوجود:
يناقش الشيخ المفيد هذه المسألة من وجوه:
1 ـ يتهم القائلين بها أنهم الحشوية من الشيعة والغلاة، ويصفهم بأنهم (لا بصر لهم بمعاني الأشياء ولا بحقيقة الكلام. ويقول أيضاً إنّ هذا باطل بعيد عن الحق ولا يدين به عالم) (2).
2 ـ يضعّف الرواية الواردة، لا تصريحاً، ولكن بما يشعر بذلك فهو يقول: (وقد قيل إنّ الله تعالى كان قد كتب أسماءهم على العرش) (3)، ثم يقول أيضاً:
(ولو صحّت ـ أي: الرواية ـ فلا تدلُ بأكثر من أنّ شأنهم عظيم عند الله) (4).
3 ـ ينكر القول بقدم أنوار أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ويرى أنّ ذلك من أقوال الغلاة، بل هو عنده (مذهب مرذول ـ على حدّ تعبيره ـ والذاهب إليه مقلّد بغير بيان، وأنّه في جملته قول باطل) (5).
ثم يعرض الشيخ المفيد بعد ذلك لنظرية الأشباح ويناقشها قائلاً: (أما معنى الأخبار المروية عن الأئمة الهادية ـ عليهم السلام ـ في الأشباح وخلق الله الأرواح
______________________________
1ـ راجع الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر 1: 51 ـ 63 وما نقله عن العلماء من آراء في شخصية الإمام الصادق عليه السلام وراجع ما نقله عن دائرة المعارف، بطرس البستاني 6: 468.
2 ـ أجوبة المسائل السروية: 210 ضمن عدة رسائل، الشيخ المفيد، منشورات مكتبة المفيد، قم ط 2.
3 ـ المصدر نفسه: 211 وما بعدها.
4 ـ المصدر نفسه: 211 وما بعدها.
5 ـ المصدر نفسه: 211 وما بعدها.