ـ(39)ـ
ثانيا: وصف النبي أو الإمام ببعض الصفات الإلهية:
إنّ من علامات الغلو التي يحددها الشيخ المفيد هي: إضافة صفةٍ من صفات الله تعالى على النبي، أو الإمام، أو أي شخص آخر، وهذا ـ بدون شك ـ تجاوز لحدّ، ولعل أهم ما يتصل بذلك مما ذكره أمران:
أولهما: إضفاء صفة الخلق أو الرزق إلى الأئمة عليهم السلام.
وثانيهما: ادعاء علمهم بالغيب على نحو مطلق. ونورد ما ذكره الشيخ المفيد في هذا المقام كما يأتي:
1 ـ إضفاء صفة الخلق أو الرزق:
ذكر الشيخ المفيد: إنّ المفوضة صنف من الغلاة، وعلل ذلك بأنهم أضافوا الخلق والرزق إلى الأئمة ـ عليهم السلام ـ، وأنهم ادعوا: إنّ الله تعالى تفرد بخلقهم خاصة، وأنه فوض إليهم خلق العالم (1).
ولم أعثر على مناقشة بالخصوص لهذا المسألة، ولكني وجدت الشيخ المفيد يميل في مثل هذه الموارد إلى القول الذي تعتمده الإمامية وتتناقله عن أئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ، وهو: "ما خالف كتاب الله فهو زخرف أو باطل" (2).
وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: [ألاله الخلق والأمر](3)، وقوله تعالى: [هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض](4)، وجاء قوله تعالى: [إنّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين](5). وقال تعالى: [وما من دابة في الأرض
____________________________
1 ـ تصحيح الاعتقاد: 109.
2 ـ راجع أصول الكافي 1: 69 طبعة دار الكتب الإسلاميّة، طهران (1388هـ).
3 ـ الأعراف: 54.
4 ـ فاطر: 3.
5ـ الذاريات: 58.