ـ(37)ـ
الاعتقادات التي تجعل الإنسان مغاليا: (_).
يحدّد الشيخ المفيد الأمور الاعتقادية التي يصير بها الإنسان مغالياً، أي: الأمور التي تخرجه عن الاعتقاد الصحيح. ويمكن أنّ نتبينها كما يأتي:
أوّلاً: اذعاء الألوهية في النبي أو الإمام، أو اذعاء النبوة في الإمام:
قال الشيخ المفيد في هذه المسألة: (ويكفي في علامة الغلو: نفي القائل به سمات الحدوث، وحكمه للأئمة أو الأنبياء ـ عليهم السلام ـ بالألوهية والقدم..) (1).
وقال في مكان آخر: (والغلاة: هم من المتظاهرين بالإسلام، وهم الّذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته ـ عليهم السلام ـ إلى الألوهية والنبوّة...) (2).
ثم قال: (وهؤلاء ضلال كفار، حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والإحراق، وقضى عليهم الأئمة ـ عليهم السلام ـ بالإكفار والخروج عن الإسلام) (3).
وقال الشيخ في موضعٍ آخر عند حديثه عن الغلاة: (المفوّضة صنف من الغلاة، وقولهم الذي فارقوا فيه من سواهم من الغلاة اعترافهم ـ أي: اعتراف المفوّضة ـ بحدوث الأئمة وخلقهم ونفي القدم عنهم) (4).
وقال عن الحلاجية: (هم ضرب من أصحاب التصوف، وهم أصحاب القول بالحلول... وهم قوم ملحدة زنادقة...) (5).
________________________________
_ ـ راجع بحار الأنوار للعلامة المجلسي 25: 346 "فذلكة".
1 ـ تصحيح الاعتقاد: 111.
2 ـ نفس المصدر: 109.
3 ـ نفس المصدر، وراجع بحار الأنوار 25: 265 ـ طبعة بيروت، مؤسسة الوفاء ط 2.
4 ـ نفس المصدر: 112.
5 ـ نفس المصدر: 111.