ـ(246)ـ
والمورد الثالث: "المجاملة والتلطف وحسن المعاشرة مع الناس"، وهذا ينطلق من مبدأ التعايش ووصايا الرسول والأئمة ـ عليهم السلام ـ كبقية الموارد السابقة.
وفي الفصل الثاني ـ "هامش الاختلاف والتعدد" ـ يأتي بحث أهمية وجود هامش الاختلاف (ذلك أنّ الهامش سوف يكون صيانةً ووقايةً لهذه الوحدة..، وعل أحد الأسباب الرئيسية لما شهده العالم الإسلامي في تأريخه الطويل من اختلافات وصراعات حادة ـ سفكت فيها الدماء وشرد فيها الآلاف من أبناء هذه الجماعة أو تلك الجماعة هو: عدم وجود مثل هذا الهامش المعترف به)، وفي نظرية أهل البيت ـ عليهم السلام ـ يوجد مثل هذا الهامش، وقد تناول المؤلف فيه أبحاثاً هي:
الأول: مجالات الهامش التعددي. ومنها: الحرية الفكرية والعقائدية، ومنها: الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية الفقهية، ومنها: القبول بالتعددية السياسية.
الثاني: "الحدود الموضوعية لحركة هذا الهامش"، أي: نوعين من الضوابط: 1 ـ "ضوابط التعدد الفكري والعقائدي" وفيها نقطتين:
الأولى: الحوار والاختلاف على أساس الضوابط العلمية والاحترام المتبادل.
الثانية: أن يكون الاختلاف محدوداً بعدم تجاوز الأصول العقائدية الضرورية في العقيدة الإسلاميّة.
2 ـ "ضوابط التعددية في إطار الفقه والاجتهاد" وفيه نقاط استناد الاستنباط في النهاية إلى دليل علمي وتعييني، والموافقة للكتاب والسنة، وأن يمارسه الإنسان الورع. وفي هذا الاطار يواجهنا موضوع حدود التعددية السياسية، وهي:
1 ـ الاعتراف بالنظام الإسلامي نفسه، أي: لا يسمح للجهات التي تريد الإطاحة بالنظام.
2 ـ الالتزام بالقوانين الاجتماعية العامة التي وضعها الإسلام لتنظيم حياة الناس.
3 ـ أنّ لا يكون العمل السياسي موجباً للإخلال بالأمن والنظام العام.