ـ(243)ـ
تعتمد على المشتركات بين هذه الديانات بالأسلوب الذي حدده ودعا إليه القرآن الكريم.
وعلى الصفحة (73) من الكتاب يطالعنا الفصل الثاني من الباب الأول والمعنون "الوحدة في المجتمع الإسلامي"، ويعالج فيه الوحدة والاختلاف في المجتمع الإسلامي في ضوء العقيدة الإلهية، وفيه أبعاد ثلاثة:
البعد الأول: "أسس الوحدة الإسلامية"، أي: وحدة العقيدة، والطاعة للرسول صلى الله عليه وآله ، ورعاية القيادة الإسلاميّة ، والأخوة الإيمانية، والقاعدة الأخلاقية، وهذه فيها تفصيل؛ لأنها ترتبط بجميع مجالات الحياة، وتشكل أيضاً أرضيةً للوحدة. ولها معالم هي: العهد والميثاق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحكم بالقسط والعدل، وإشاعة الخير والبر.
البعد الثاني: هو وسائل تحقيق الوحدة، وأولها: الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد اعتمد القرآن ثلاثة أساليب في تحقيق ذلك:
أ ـ دعوة الإنسان إلى الرجوع إلى العقل والتدبر والتفكر.
ب ـ الاعتماد في الوصول إلى الحقائق على الحجة والدليل والبرهان.
ج ـ الجهاد في سبيل الله.
أما الوسيلة الثانية: فهي الصلح والمساعي الحميدة، حيث دعا القرآن إلى تطويق الخلافات بالصلح.
والوسيلة الثالثة: هي العفو والصفح.
والرابعة: هي الوقوف في وجه العدوان.
والخامسة: الاعتماد على العلم في معالجة الحوادث.
والسادسة: التعامل على أساس ظاهر الإسلام عند هذا الحدّ.
وفي صفحة (110) ندخل في البعد الثالث، أي: النتائج والآثار، وهي:
أوّلاً: الوحدة تحقق القوة والمنعة.