ـ(216)ـ
لقد لاحظنا لدى القائمين على أمر الندوة اهتماماً كبيراً بأمر التقريب، وهذا الاهتمام لا ينفصل عن روح الصحوة الإسلاميّة المباركة التي تعم عالمنا الإسلامي، مستهدفة عودة كريمة إلى كرامتنا وعزتنا، واستعادة لوجودنا وشخصيتنا المستقلة، وهذا الاهتمام تلمسناه بعد ذلك بكل من التقيناهم: من الأساتذة والمفكرين والعلماء والشباب المثقف في المغرب.
لقد كان الترحيب بالوفد الايراني حاراً، وكان دوره في الندوة أساسياً، وفي إشارة مركزة مقتضبة قال الأستاذ عبد الهادي بو طالب المدير العام للإيسيسكو آنئذ: (إنّ موضوع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة من الموضوعات التي أولتها الإيسيسكو اهتماً خاصاً منذ تأسيسها عام (1982 م)، لولا أنّ الظروف التي مر بها العالم الإسلامي طيلة العقد الماضي كانت تحول دون الشروع في تنفيذ هذه الفكرة؛ نظراً لتصدع الصف الإسلامي نتيجة الحرب". وقصد بذلك: عدم وجود جدوى لأي نشاط في حقل التقريب دون حضور الوفد الإيراني، فقد كان حضوره متعذراً في الرباط خلال العقد المشار إليه.
وقال الأستاذ بو طالب: إنّ وجود المذاهب ليس عقبة في طريق التضامن الإسلامي، ودعا في كلمته إلى التركيز على نقاط الوفاق قبل إبراز نقاط الخلاف، وقال: إنّ ما تتفق عليه المذاهب الإسلاميّة أكثر مما تختلف حوله، وأوضح: أنّ الهدف من هذه الندوة والندوات العلمية التي ستعقبها هو: جمع كلمة المسلمين لا إقرار مذهب أو السعي لتعجيز مذهب آخر.
وعقيب الحفل الافتتاحي انعقدت جلسة تحدث فيها الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ـ المدير العام المساعد في الثقافة والاتصال آنئذ، ثم أصبح المدير العام للمنظمة خلفاً للسيد عبد الهادي بو طالب ـ عن أهداف الإيسيسكو، وعن الآمال المعقودة على هذه الندوة. وقد كان العلماء المشاركون في الندوة يمثلون مذاهب أهل السنة والإمامية والزيدية والإباضية.