ـ(203)ـ
خلال هذه الزيارة كانوا يحملون نفس هذه الروح التقريبية التوحيدية، وأشرت إلى دور الأزهر الشريف وعلمائه على مر التاريخ في الوقوف بوجه السيطرة الكافرة على العالم الإسلامي، ومقارعة كلّ ألوان الفساد والانحراف داخل مصر وخارجها، وأشرت أيضاً إلى دور مصر التاريخي في التقريب بين أهل السنة والشيعة وتجاوز الخلافات الطائفية، وذكرت لـه ما يبذل اليوم في إيران من جهود لتحقيق وحدة المسلمين، والقضاء على الحساسيات الطائفية، وإحياء الروح الإسلاميّة التي تربط الإنسان المسلم في إيران بجميع أبناء عقيدته في العالم الإسلامي.
ثم بين فضيلته ما في ذهنه من شبهات وشكوك بشأن جدية حركة التقريب في إيران، فأوضحت لفضيلته ما بذلته الجمهورية الإسلاميّة من جهود لإزالة الخلافات والحساسيات من جهة، ولتقوية المشتركات من جهة أخرى.
ثم ودعنا فضيلة الشيخ بمثل ما استقبلنا من حفاوة وتكريم، وهو يأمل أنّ يستمر التواصل، وأن يكون على اطلاع بنشاطات مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في طهران.
ولا يفوتني أنّ أذكر: أنّ الأستاذ الفاضل عبد الحليم الجندي أعطانا ـ بعيد هذا اللقاء فكرة عن مجلس البحوث الإسلاميّة التابع للأزهر الشريف، وحدثنا عن حب المصريين لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وعن مكانة الفقه الجعفري في الأزهر، وأستاذية الإمام الصادق عليه السلام لأئمة المذاهب الفقهية، وأن الإمام الصادق هو الإمام الوحيد الذي تأسست على أساس مذهبه الفقهي دولتان عظيمتان هما: الدولة الفاطمية في مصر، والجمهورية الإسلاميّة في إيران.
ثم أشار الأستاذ الجندي إلى كتابه القيم تحت عنوان: "الإمام جعفر الصادق عليه السلام"، حيث تحدث فيه عن المكانة العلمية لأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ابتداء من علي، ثم الحسن والحسين وزين العابدين، ثم الإمامين: الباقر والصادق، وقال: إني بحثت في هذا الكتاب عن مدرسة الإمام الصادق والنظريات