ـ(204)ـ
الفقهية لهذه المدرسة، وأعرب في نهاية حديثه عن أمله في توثيق العلاقات العلمية بين علماء مصر وإيران.
لقد سرنا حديث الأستاذ الجندي من الأعماق، لما تلمسناه فيه من روح عالية تسمو على الخلافات المذهبية، ومن أفق واسع يتعالى على الصغائر، ويتجافى عن التوافه.
وفي إطار زيارتنا للأزهر الشريف زرت جامعة الأزهر في مبناها القديم عند مسجد رأس الإمام الحسين عليه السلام ، ثم مبناها الجديد، وفي المبنى القديم لفتت نظري الرسائل العلمية لطلبة الأزهر، وفيها الشيء الكثير مما تحتاجه المكتبة العلمية والأدبية الإسلاميّة، وتمنيت على المسؤولين أنّ يهموا بطباعتها كي تعم فائدتها، كما تمنيت عليهم أنّ يهتموا بالمبنى الأثري العريق للأزهر الشريف، فهو رمز عظيم من رموز العلم والجهاد في مصر العزيزة.
وفي المبنى الحديث للأزهر في إحدى ضواحي القاهرة التقيت رئيس الجامعة، وتفضل بإعطائنا صورة عن الدراسة في الأزهر، مؤكداً أنّ كليات الدراسات الحديثة ـ مثل: الطب والهندسة ـ إنّما أدخلت إلى الأزهر لتحقق نفس أهداف الأزهر الشريف في الدعوة إلى الإسلام، فطالب الطب ـ مثلاً ـ في الأزهر يتلقى من العلوم والمعارف الإسلاميّة ما يمكنه من الدعوة إلى الإسلام، وهو يمارس مهنة الطب في القرى والأرياف والمدن داخل مصر وخارجها. ثم دار بيننا حديث مثمر عن الحالة التي شهدها العالم الإسلامي بعد عصر السقوط المتمثلة في الانفصال والتنافر بين الدراسات الإسلاميّة في المدارس العلمية القديمة والدراسات الحديثة في الجامعات، سواء ذلك في مصر أو في إيران أو في جميع أرجاء العالم الإسلامي، وتحدثنا عن تجربة التعاون بين الحوزة العلمية والجامعة في إيران.
وأعرب السيد رئيس الجامعة عن استعداد جامعة الأزهر لكل تعاون مثمر علمي بناء بين هذه الجامعة والجامعات الإيرانية. والتقينا أيضاً بالسيدة عميدة كلية