ـ(179)ـ
البيت ـ عليهم السلام ـ الّذين هم المعصومون عندهم في الكلمة المأثورة عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لأبان بن تغلب: يا أبان انك أخذتني بالقياس والسنة إذا قيست محق الدين (1) فإنهم ـ في الوقت الذي يرون فيه الحجية الحاسمة لما يرد عنهم ـ يفهمون من كلمات الأئمة القاعدة الأصولية التي تنطلق من عدم وجود أساس للقياس من خلال فقدان العنصر القطعي في اكتشاف العلة المشتركة، وذلك هو ما جاء في الحديث عنهم (إنّ دين الله لا يصاب بالمقاييس) (2) فلم يفهموا من أحاديثهم الجانب التعبدي، بل الجانب التحليلي، مما يترك مجالا للجدل المتحرك في الساحة العلمية.
المنهج الموضوعي في الحجية:
وقد تكون القضية الحاسمة في تقريب الأساس الأصولي الذي ترتكز عليه حركة الاجتهاد الفقهي هي: في التوافق على الوصول إلى رأي مشترك أو متقارب حول الكتاب والسنة من حيث الخطوط العامة لاستنباط الحكم الشرعي من القرآن، وتوثيق النص الوارد في السنة على صعيد خبر الواحد، فإن ذلك يجعلنا نواجه القاعدة الاجتهادية من موقع واحد، بحيث يكون الخلاف ـ لو حدث ـ على طريقة الخلاف بين أتباع المذهب الواحد عندما يختلفون في ظهور الآية في هذا الحكم أو عدم ظهورها، أو في كونها منسوخة أو غير منسوخة، أو في إمكانية الخروج عن الظاهر القرآني بالنص الحديثي في دائرة العموم والخصوص، والإطلاق والتقييد، والحقيقة والمجاز؛ لأن الجميع متفقون على البعد عن مخالفة كتاب الله، فما خالف كتاب الله فهو زخرف، ولكن المسألة هي: ما هي طبيعة هذه المخالفة للكتاب ؟ فهل الخاص الحديثي مخالف للعام القرآني أم لا ؟
_______________________
1 ـ الكافي 2: 323.
2 ـ الوافي 1: 57 ـ 58 الطبعة الحجرية.