ـ(17)ـ
والكتاب الوحيد من هذه الكتب الأربعة هو: "من لا يحضره الفقيه" للشيخ محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بأبويه المعروف بالشيخ الصدوق (م 381 هـ)، حيث ألفه الشيخ في الري أو في بلخ أوان إقامته هناك كما يبدو من مقدمة كتابه هذا والإجازة التي كتبها للسيد الدين "نعمة" الذي طلب منه تأليف كتاب بهذا الاسم اقتداء بمحمد بن زكريا الرازي المتطبب في كتابه "من لا يحضره الطبيب"، والإجازة موجودة في آخر بعض نسخ الكتاب القديمة. هذا مع أنّ الخطيب البغدادي يذكر بأن الشيخ الصدوق قد روى مجموعة من كتبه في بغداد.
وعاش النواب الأربعة(1). للإمام المهدي عليه السلام في بغداد خلال الغيبة الصغرى التي استغرقت زهاء السبعين سنة (من سنة 260 هـ حتّى سنة 329 هـ)، وكانوا مراجع الشيعة وحلقات الوصل بينهم وبين الإمام ـ عليه السلام ـ، ولازالت قبورهم موجودة حتّى عصرنا هذا في مناطق بغداد القديمة.
لقد تم تأسيس المدرسة النظامية ـ الذائعة الصيت ـ من قبل الوزير العالم "نظام الملك"(2) وزير السلاجقة سنة (463 هـ) في بغداد. وأصبحت هذه المدرسة فيما بعد قبلة جميع المدارس في العالم الإسلامي، ومركزاً لتربية كثير من العلماء من مختلف الجنسيات، وظلت على هذه الحال قروناً عديدةً، ثم أفلت شمسها، فحلت محلها
____________________________________________________________
(1) ـ وهم: 1 ـ أبو عمرو، عثمان بن سعيد بن عمرو العمري المتوفى قبل عام (267 هـ).
2 ـ أبو جعفر محمّد بن عقمان بن سعيد العمري المتوفى عام (305 هـ).
3 ـ أبو القاسم الحسين بن روح ابن أبي بحر النوبختي المتوفى عام (326 هـ).
4 ـ أبو السحن علي بن محمّد السمري المتوفى عام (329 هـ).
(2) ـ هو الوزير قوام الدين نظام الملك علي الطوسي المتوفى عام (485 هـ) وكان وزيراً للسطان "الب أرسلان" السيلجوقي عشر سنين، وكان محباً للفقهاء والصوفية ويكرمهم ويؤثرهم، وقد شرع ببناء المدرسة المذكورة ـ المسماة باسمه ـ سنة (457 هـ) وأنجزها سنة (459 هـ) وجمع الناس على طبقاتهم ليدرس فيها الشيخ الرباني "أبو إسحاق الشيرازي الفيروزآبادي" المتوفى سنة (476 هـ) صاحب كتاب "التنبيه" في الفقه على المذهب الشافعي.