ـ(16)ـ
موجودة في الأحياء القديمة من بغداد.
وإضافة إلى ذلك فقد كانت بغداد منذ القرن الثاني حتّى أواسط القرن الخامس ـ أي: حتّى سيطرة طغرل بك السلجوقي عليها سنة 448 هـ ـ مركزاً لبث علوم أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وتعليمها وتعلمها. وموطناً أو محلاً لتردد علماء الشيعة من أمثال الكليني (م 329 هـ)، والشيخ المفيد (م 413 هـ)، والشريف المرتضى (م 436 هـ)، والشيخ المفيد (م 413 هـ)، والشريف المرتضى (م 436 هـ)، والشريف الرضي (م 406 هـ)، والشيخ الطوسي (م 460 هـ)،ومئات العلماء والمحدثين والفقهاء والمتكلمين الّذين هم بمستوى الأساتذة أو الطلاب، أو المعاصرين لأولئك العلماء.
توجه محمّد بن يعقوب الكيني من الري إلى بغداد سنة 327 هـ. فقام هناك بتدريس كتابه النفيس والمهم جداً: الكافي حيث حدث علماء بغداد به. توفي الكليني في بغداد، ولازال مزاره قريباً من جسر بغداد يحظى باحترام الناس وتكريمهم من أتباع المذاهب الإسلاميّة.
يعتبر الكافي أول كتاب من كتب الشيعة الأربعة، وقد صدر في بغداد. وكان جميع رواته عن الكليني يعيشون في بغداد نفسها. وفيها أيضاً ألف شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي المعروف بـ (الشيخ الطوسي) كتابيه: تهذيب الأحكام، والاستبصار وهما من الكتب الأربعة في حديث الإمامية. ويبدو من ملاحظة تاريخ مؤلفات الشيخ الطوسي أنّه ألف أكثر آثاره في الفقه والأصول والتفسير والحديث في بغداد. ولا نعلم شيئاً عن كتبه التي ألفها في النجف بعد هجرته إليها عام (448 هـ) سوى كتابه "الأمالي" في الحديث.