ـ(152)ـ
ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً _ ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً _ إنّا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً _ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً _ إنّ الّذين يبايعونك إنّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً] (1).
ورغم الاهتمام القرآني الكبير واهتمام المؤرخين بأحداث السيرة المطهرة منذ البعثة المباركة بالرسالة الخاتمة إلاّ أنّ القرآن الكريم والحديث الشريف وروايات المؤرخين والمحدثين قد حفظت مفاهيم وأرقاماً وأحداثاً هامةً قد جرت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبل بعثته بالرسالة كرسول للعالمين، نذكر مصاديق منها:
مسيرة الاعداد الرباني للرسول صلى الله عليه وآله
يتحدث النبي صلى الله عليه وآله فيقول: "خلقني الله نوراً تحت العرش قبل أنّ يخلق آدم عليه السلام باثني عشر ألف سنة، فلما أنّ خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتّى افترقنا في صلب عبدالله بن عبد المطلب وابي طالب، فخلقني ربي من ذلك النور، لكنه لا نبي بعدي" (2).
يقول الإمام علي عليه السلام متحدثاً عن النبي صلى الله عليه وآله قبل بعثته: "ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه
__________________________________
1 ـ الفتح: 1 ـ 10.
2 ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي 15: 7 ح 6 عن تفسير فرات الكوفي.