ـ(107)ـ
الاجتهاد ـ بين الانفتاح والانغلاق
وأثره في الشريعة الإسلاميّة
الشيخ سامي الغريري
إنّ باب الاجتهاد لم يغلق ـ كما قيل واشتهر بين الناس، لا سيما بين علماء الجمهور ـ بل ميدانه مفتوح. وقد عرفنا أ،ه أصبح الآن أسهل وأيسر مما كان من ذي قبل، ولكن حصل انعطاف كبير في حياة المسلمين الفكرية والعلمية حينما نودي بإغلاق باب الاجتهاد، وتوقف الفقهاء عن كلّ حركة علمية.
ومما يؤسف لـه أنّ نرى علماء الجمهور هم أسرع للقول بسد باب الاجتهاد، ولكن مع ذلك توجد أقوال مذهبية كثيرة للفقهاء اجتهاداً منهم في ضوء الظروف التي عاشوها. فيجب أنّ لا نقف أمام هذه الأقوال من دون ردٍ، وكأنها نصوص قطعية مقدسة لا رأي لنا معها، بل يجب أنّ فكر لمثل هذه الأقوال، فما كان منها مناسب ومعقول قبلناه، و إلاّ غيرناه برأيٍ اجتهاديٍ، فهم رجال ونحن رجال، وأمامنا الآن ما لم يكن أمام القدماء. نعم، نقدرهم ونحترمهم، ولكن لا نلغي عقولنا(1).
وإذا كان بعض أئمة المذاهب لم يقبل الأخذ بفتوى الصحابي كقضية مسلمة
_________________________________________
1 ـ الفكر القانوني الإسلامي للأستاذ فتحي عثمان: 360.