ـ(75)ـ
الشعراء وقصص القاصين، فالباب مفتوح بنفسه...
بعض الفوائد التي تتصور لانفتاح باب التبعيض والاستفادة من الرخص
ما يمكن أن يذكر هنا من الفوائد لانفتاحه يمكن تصويره بما يلي:
أولاً: ليس لنا أن نغلق باباً للتسهيل تفتحه القواعد، فلماذا نمنع فرداً يستطيع الاستفادة من رخصة مذهب يعترف بشرعيته إجمالاً ؟ وربما كانت هناك حالات تؤثر فيها هذه الرخصة أثراً كثيراً كما في أمور الزواج والطلاق مثلاً.
ثانياً: قد يتطلب التخطيط لبرنامج إسلامي موحد لتنظيم شؤون جانب حياتي اللجوء إلى فتوى معينة ـ ولا نصر على كونها ترخيصية ـ تنسجم مع المصلحة العامة، وتشكل مع غيرها مجموعة متكاملة، وهو ما يسمى أحيانا ـ(الدافع الذاتي في انتقاء الفتوى)، وهذا ما يمكن أن يطرح ـ مثلاً ـ في مسألة توحيد أوائل الشهور القمرية، أو مسألة عدم الاعتبار بطلاق الغضبان وغيرها.
ثالثاً: ربما يجد الباحث المسلم ـ لكي يكتشف مذهباً حياتياً: كالمذهب الاقتصادي الإسلامي، أو المذهب الاجتماعي ـ فتاوى منسجمة مع بعضها لدى مفتين متعددين، لكنها تشكل وجهاً واحداً لخط عام، فإنه يستطيع أن يطرح ذلك الخط كصورة اجتهادية عن المذهب المذكور.
وهذا ما فعله المرحوم الشهيد الصدر رضوان الله عليه، وهو من كبار المجتهدين ـ في كتابه(اقتصادنا)، فقال مبرراً ذلك:( إن اكتشاف المذهب الاقتصادي يتم خلال عملية اجتهاد في فهم النصوص وتنسيقها، والتوفيق بين مدلولاتها في اطراد واحد، وعرفنا أن الاجتهاد يختلف ويتنوع تبعاً لاختلاف المجتهدين في طريقة فهمهم للنصوص، وعلاجهم للتناقضات التي قد تبدو بين بعضها والبعض الآخر، وفي القواعد والمناهج العامة للتفكير الفقهي التي يتبنونها، كما عرفنا أيضا أن الاجتهاد يتمتع بصفةٍ