ـ(36)ـ
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون)(1). فإن هذا الاستثناء لا يشمل المشركين ولا غيرهم من الملحدين المرتدين، خصوصاً وأنها جاءت في سياق البراءة من المشركين:
(اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا اتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين)(2).
فإن هذه الآية تشير إلى العلاقات التجارية في قوله تعالى (وطعامكم حل لهم). وكذلك العلاقات الزوجية، خصوصاً إذا قارناها بالموقف من المشركين في قوله تعالى: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر)(3).
(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)(4).كما يؤكد القرآن الكريم في بعض الآيات على الجانب الروحي والعاطفي الموجود في أوساط بعض أهل الكتاب: كالنصارى كما أشرنا إلى ذلك في آية سورة المائدة، وكما في قوله تعالى: (ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلاّ ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون)(5).
_________________________
1 ـ التوبة: 29.
2 ـ المائدة: 5.
3 ـ الممتحنة: 10.
4 ـ البقرة: 221.
5 ـ الحديد: 27.