ـ(237)ـ
وتفيد الآية: أن هذه الشهادة التي شهدناها هي: شهادة ملزمة سوف تسد باب العذر في يوم القيامة في وجه المبطلين والمشركين، فلا يحق لهم أن يدعوا عدم العلم بهذا العهد أو الميثاق. وعلى هذا الأساس نفسه نفهم الأحاديث الشريفة الواردة بهذا الخصوص، فالمقصود بالتنصير، والتهويد، والتمجيس، والتشريك: محاولة طمس التوحيد الفطري الذي ولد عليه كل مولود، فالتوحيد مفترق الطريق بين الإسلام والأديان الأخرى.

التوحيد ليس خاصا بالإنسان، أو(فطرية التوحيد وأصالته):
التوحيد الفطري ليس خاصاً بالإنسان، بل هو مشترك بينه وبين الكون كله(موحد بهذا المعنى)؛ لأن الله فطره على ذلك، بل أن هذا الكون كله إنما قام ووجد لأنه صادر عن إله واحد كما قال تعالى:(لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون)(1).
وقال تعالى:(ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن..)(2)، وقال تعالى:(أفغير دين الله يبغون لوه أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً واليه يرجعون)(3). وقوله تعالى:( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء)(4).
وقال تعالى:(ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال)(5).
________________________
1 ـ الأنبياء: 22.
2 ـ المؤمنون: 71.
3 ـ آل عمران: 83.
4 ـ الحج: 18.
5 ـ الرعد: 15.