ـ(199)ـ
ثانياً: تبني القضايا الكبرى للأمة الإسلاميّة:
لعل التفسير الحقيقي لمواجهة الإمام الحسين (عليه السلام) ليزيد تنطلق من هذا المنطلق، ويؤكد ذلك إجماع علماء المسلمين بالرغم من اختلاف مواقفهم ومذاهبهم السياسية والفكرية على تصحيح حركة الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لأنها حركة ترتبط بالمسلمين بشكل عام؛ وأدرك ذلك كبار الصحابة والتابعين: كعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الرحمان بن أبي بكر، وغيره، ولكن الإمام الحسين(عليه السلام) كان الوحيد الذي واجه هذه الحقيقة وتحمل مسؤوليتها؛ لأنه الوحيد القادر على التأثير في عمود التاريخ الإسلامي بما يمتاز به من خصائص، وكأبرز شخص في أهل البيت ـ عليهم السلام.
هذا والمسألة الأخرى هي: دعم الإمام الباقر (عليه السلام) للخليفة الأموي هشام بن الحكم عندما استشاره في مسألة إقتصادية، فأمر الإمام الباقر (عليه السلام) بضرب النقد الواقع تحت هيمنة الرومان داخل الدولة الإسلاميّة، وأنقذ بذلك المسلمين والدولة الإسلاميّة من مسألة اقتصادية عويصة جداً.
ثالثاً: التعددية السياسية:
كان أهل البيت (عليه السلام) يرون مشروعية التعددية السياسية ضمن الاطر والعقائد الإسلاميّة ما دامت هذه التعددية لا تمس الكيان الإسلامي الكبير يضرر كما حدث ذلك في زمن الإمام علي (عليه السلام) حيث سمح للخوارج الذين يخالفونه في الرأي بالعمل داخل الدولة الإسلاميّة ما داموا لم يرفعوا السلاح بوجه الدولة الإسلاميّة.
رابعاً: التقية: عمل أهل البيت(عليه السلام) بالتقية نتيجة القمع الذي كان يمارسه الحكام الظلمة، فكان يقوم الحاكم مرة بقمع الأمة الإسلاميّة ككل، ومرة يقوم بقمع اتباع أهل البيت (عليه السلام) فقط، فوقف أهل البيت (عليه السلام) إلى جانب الأمة الإسلاميّة حفاظاً على وحدة المسلمين وحفظ الجماعة