ـ(194)ـ
استقلال أي بلد دون الانضمام إلى إحدى الدول المستكبرة.
إن سقوط هذه الخرافات والمستحيلات أوجد مرحلة جديدة من اهتمام العالم بالمعنويات حسب تعبير قائد الثورة الإسلاميّة، ومن الجدير بالملاحظة أيضاً ظهور أشياء جديدة تؤكد لنا على أن العالم على أعتاب هذا التحول الكبير.
لقد استطاعت القوى الكبرى أن تستفيد من المبادئ الإنسانية لمصالحها: كمبدأ حقوق الإنسان، ومبدأ الحرية، ومبدأ النظام العالمي الواحد الجديد، والهدف من ذلك هو سوق البشرية إلى مرحلة جديدة.
وأما العالم الإسلامي اليوم فهو مشرف على حركة كبيرة نتيجة تعطشه لإجراء الأحكام الإسلاميّة في كل نواحي الحياة، فأينما تذهب اليوم تسمع نداء المطالبة بتطبيق الأحكام الإسلاميّة.
إن انتشار الآداب والسنن الإسلامية على المستوى العالمي ـ كالتزام المرأة المسلمة في كثير من البلدان بالحجاب الإسلامي ـ يبشر بمستقبل مشرق، وإن هذه العواطف والأحاسيس الإسلاميّة الحارة هي إحدى ثمرات الثورة الإسلاميّة في إيران وعلامة مضيئة على هذا الطريق.
وقد كان بعض المفكرين يقول: إن موت الشعور الإسلامي بالمسؤولية هو السبب الذي أدى إلى اندلاع ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الكبرى، وإن الإمام (عليه السلام) استطاع بتضحيته أن يعيد للمسلمين الشعور الإسلامي، وإن المجتمع إذا امتلك حساً(قويا) فهو مجتمع حي، وإذا فقد هذا الإحساس فهو مجتمع ميت (ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم)(1).
وأضاف: أن خصائص المجتمع الإسلامي الأصيل قد ذكرتها(سورة الأنفال)، ومنها: الأهداف البعيدة والاطمئنان إلى المستقبل المشرق من دون شك، والاعتماد على
_________________
1 ـ الحديد: 16.