ـ(161)ـ
وهذه الشواهد ـ وإن لم تكن كلها في مجال التفسير اللغوي، بل ذكرت لتوجيه القراءات والإعراب والمسائل البلاغية ـ تعكس اهتمام الطبرسي بهذه المسألة، واعتقاده بأهميتها، فيبقى الاستشهاد ـ حينئذٍ ـ معلماً شاخصاً من معالم مجمع البيان ونقطة يمتاز بها.
الاستشهاد بالقرآن الكريم:
في قوله تعالى: ( وما هم بضارين به من أحد إلاّ بإذن الله...)(1) والإذن في اللغة على أقسام:
أحدها: بمعنى: العلم كقوله: (فأذنوا بحرب من الله)(2) أي: فاعلموا. وقال الحطيئة:
ألا يا هند إن جددت وصلاً وإلا فآذنيني بانصرام
والثاني: بمعنى: الإباحة والإطلاق، كقوله تعالى: (فأنكحوهن بإذن أهلهن)(3).
والثالث: بمعنى: الأمر كقوله:(نزله على قلبك بإذن الله..)(4)(5).
الاستشهاد بالحديث:
احتج الطبرسي بالحديث لبعض القضايا اللغوية التي ساقها في تفسيره. ففي قوله تعالى:(فلبث في السجن بضع سنين)(6)(البضع: القطعة من الدهر، وأصله
______________________________
1 ـ البقرة: 102.
2 ـ البقرة: 279.
3 ـ النساء: 25.
4 ـ البقرة: 97.
5 ـ مجمع البيان 1: 171.
6 ـ يوسف 42.