ـ(162)ـ
من القطع. والبضعة: القطعة من اللحم، ومنه الحديث(فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها)(1).
وفي قوله تعالى: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار)(2)(تحت: نقيض فوق، وفي الحديث:(لا تقوم الساعة حتى يظهر التحوت) أي: الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يشعر بهم ذلا)(3).
وفي قوله تعالى:(والله خلقكم من تراب ثم من نطقة..)(4)(النطفة: الماء القليل والماء الكثير، وهو من الأضداد، ومنه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قيل له: إن الخوارج عبروا جسر النهروان:(مصارعهم دون النطفة)(5).
الاستشهاد بالشعر:
يستطيع القارئ أن يلحظ احتجاج الطبرسي ـ رحمه الله ـ بالشعر مما تقدم من البحوث، فلا تكاد تمر مسالة خالية من الاحتجاج بالشعر، وقد يحتج لبعض الأمور يشاهدين شعريين، ففي قوله تعالى:(فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً...)(6)(الحاصب: الريح العاصفة التي فيها الحصباء، وهي: الحصى الصغار يشبه به البرد والجليد. قال الفرزدق:
مستقبلين رياح الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور
وقال الأخطل:
ولقد علمت إذا العشار تروحت هدج الرئال بكنهن شمالا
_______________________________________
1 ـ مجمع البيان 3: 235.
2 ـ البقرة: 266.
3 ـ مجمع البيان 1: 378.
4 ـ فاطر: 11.
5 ـ نهج البلاغة.
6 ـ العنكبوت: 40.