ـ(159)ـ
الكلمة حتى يرجح بعضها.
ففي قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً)(1) ذكر الطبرسي: أن(جريت عنك أجزي أي: أغنيت عنك، وفيه لغة أخرى أجزأت عنك أجزئ بالهمز)(2)
وفي قوله تعالى: (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز..)(3) ذكر الطبرسي أن( في الجرز أربع لغات: بضم الجيم والراء وبفتحهما، وبضم الجيم وإسكان الراء وفتح الجيم وإسكان الراء)(4).
13 ـ ذكر آراء العلماء في الكلمة:
يذكر الطبرسي آراء في المعنى اللغوي للكلمة، بعبارة أخرى: أن الطبرسي ـ رحمه الله ـ لا يكتفي بذكر معنى للكلمة يوضح به تفسير الآية، بل يذكر في بعض الأحيان ما قيل في الكلمة؛ كي يكون القارئ محيطاً بالموضوع.
ففي قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون)(5)(قال ابن الأنباري (عفا الله عنك)(6) معناه محا الله عنك، مأخوذ من قولهم: عفت الريح الأثر إذا درسته ومحته، فعفو الله محو الذنوب عن العبد.
وقال الرماني: أصل العفو: الترك، ومنه قوله: (فمن عفي له من أخيه شيء)(7) أي ترك، فالعفو: ترك العقوبة)(8).
وفي قوله تعالى(... قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً...)(9)(اللواذ: أن يستتر بشيء مخافة من يراه، وقيل: اللواذ: الاعتصام بالشيء بأن يدور معه حيث
__________________________
1 ـ لقمان: 33.
2 ـ مجمع البيان 4: 323.
3 ـ السجدة: 27.
4 ـ مجمع البيان 4: 333.
5 ـ البقرة: 52.
6 ـ التوبة: 43.
7 ـ البقرة: 178.
8 ـ مجمع البيان 1: 110.
9 ـ النور: 63.