ـ(158)ـ
نقلها عمن تقدمه من العلماء. والطبرسي ينسب في أكثر الموارد ما أخذه لصاحبه، وهو بأخذه عمن سبقه ليس بدعاً؛ لأن عادة المؤلفين هذه، ولكن هذا لا يعني إلغاء دور الطبرسي، وأنه لا رأي له ولا انتخاب في كتابه، فقد يطالعنا بين الفينة والأخرى شيء يدل على رأي الطبرسي وشخصيته. ففي قوله تعالى: ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)(1)
ذكر أن يطهرن مأخوذ من(طهرت المرأة وطهرت طهراً وطهارة، وطهرت بالفتح أقيس؛ لأنه خلاف طمثت فينبغي أن يكون على بنائه. وأيضاً قولهم: طاهر يدل على أنه مثل: قعد فهو قاعد)(2).
فالطبرسي استند في ترجيحه لطهر بالفتح على شيئين:
أولهما: أن طهر ضد طمث، فلما كان طمث على وزن فعل كان طهر على وزن فعل لتناسب الضدين في الوزن.
وثانيهما: أن اسم الفاعل من طهر طاهر مثل: قعد وقاعد، فينبغي أن يكون طهر بالفتح ليتناسب مع اسم الفاعل الذي يؤخذ من المفتوح.
وفي قوله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم...)(3)
(يقال في خطف: يخطف وخطف يخطف لغتان. والثاني أفصح وعليه القراءة)(4)
12 ـ ذكر لغات الكلمة:
يذكر الطبرسي أثناء بحثه اللغوي لغات الكلمة المبحوثة، وقد مر في موضوع(ترجيح بعض اللغات) الإشارة إلى ذلك، فترجيح بعض اللغات يستدعي ذكر لغات
_____________________________________________
1ـ البقرة: 222.
2 ـ مجمع البيان 1: 318.
3 ـ البقرة: 20.
4 ـ مجمع البيان 1: 58.