/ صفحه 68/
إن أحسن وجوه التأويل عند الإمامية في موضوع النقص والحذف الذي ورد في الأخبار الشاذة هو من حيث المعنى دون اللفظ وتفسير ألفاظ القرآن وتبيين المراد منها من طريق الوحي أيضا فالذي حذف هو ما كان مثبتا في مصحف أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(4)(رضي الله عنه) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وكان ذلك ثابتا في مصحفه ولم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز وقد يسمى تأويله القرآن قرآنا قال الله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل ربي زدني علما) فسمى تأويل القرآن قرآنا وهذا ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف. وعلى هذا المحمل توجه أمثال هذه الأخبار وقد علمت إجماع شيوخ، الطائفة من متقدمين ومتأخرين ومعاصرين على أنه لم ينقص من القرآن الكريم كلمة ولا آية ولا سورة وكلهم على هذه العقيدة والحمدلله.
رواية الحديث وأحوال الرواة:
وذكر الأستاذ أبوزهره عند بحثة أخبار الآحاد وشروط روايتها عند الزيدية فقال (ولا يشترط أن يكون الرواية زيديين ولا من آل البيت بل الشرط هو العدالة المجردة وذلك لأصل المبدء الزيدي وهو تعديل جماهير المسلمين إلا من يثبت فسقه، وهم بهذا يخالفون الإمامية في تقديمهم رواية الإمامي ولو كان غير عدل على رواية غير الإمامي ولو كان عدلا).