/ صفحه 54/
كرامات الأولياء:
قال الإمام أبوالحسن اليافعى: من رأيتموه يزدرى الأولياء أو ينكر مواهب الأصفياء، فاعلوا: أنه محارب لله، مُبْعَد من رحمته، مطرود عن حقيقة قربه!!

الكرامة لا تدل على الأفضلية:
ويقول اليافعى: لا يلزم أن يكون من تكون له كرامة من الأولياء، أفضل ممن ليست له كرامة منهم; لأن الكرامة قد تكون لتقوية يقين صاحبها، وكمال المعرفة بالله; ولهذا قال الإمام أبوالقاسم الجنيد: قد مشى رجال باليقين على الماء، ومات بالعطش رجال أفضل منهم.

ويقول اليافعى أيضا: ولأن الكرامة قد تقع لكثير من المحبين والزهاد ولا تقع لكثير من العارفين.
والمعرفة أفضل من المحبة عند الأكثرين، وأفضل من الزهد عند الكل.
وهذا هو المختار عند المحققين.

إحياء الموتى كرامة للولى:
وقالوا: إحياء الموتى كرامة ـ وإن كان عظيما ـ إلا أنه جائز على القول الصحيح المختار عند المحققين المعتمدين من أئمة الأصول; إذ ما جاز أن يكون معجزة لنبى، جاز أن يكون كرامة لولى، بشرط عدم ادعاء التحدى كالنبوة، وإحياء الموتى كرامة للأولياء كثير لا ينحصر.
فمن ذلك: ما رواه البيهقي في دلائل النبوة بسنده إلى أبي سترة النَّخعى قال: أقبل رجل من اليمن، فلم كان في أثناء الطريق نفق حماره، فقام فتوضأ ثم صل ركعتين، ثم قال:: اللّهم إنى جئت مجاهدا في سبيلك ابتغاء مرضاتك، إنك تحيي الموتى، وتبعث من في القبول، لا تجعل لأحد عليّ اليوم منة، أسألك أن تبعث لى حمارى..
قال: فقام الحمار ينفض أذنيه!!