/ صفحه 53/
ينفق من تحت السجادة:
قال عبدالله بن وهب الفقيه المصرى صاحب الإمام مالك. كان حيوة ابن شريح يأخذ عطاءه في كل سنة ستين ديناراً، فلا يطلع إلى منزله حتى يتصدق به.
قال: فكان يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه.
وكان له ابن عم بلغه ذلك، فأخذ عطاءه وتصدق به، ثم جاء يطلبه تحت فراشه فلم يجد شيئاً.
قال ابن وهب: فشكا ذلك إلى حيوة، فقال له حيوة أنا أعطيت ربى بيقين، وأنت أعطيت ربك تجربة!
من يخاف الله يخافه الأسد:
روى ابن سبع السّبتى في شفاء الصدور عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أنه خرج في بعض أسفاره، فبينما هو يسير إذ هو بقوم وقوف.
فقال: ما لهؤلاء القوم؟ فقالوا: أسد على الطريق قد أخافهم!!
فنزل عن دابته ثم مشى إليه، حتى أخذ بأذنه ونحّاه عن الطريق; ثم قال له: ما كذب عليك رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بقوله: ((إنما سلطت على ابن آدم لمخافته غير الله، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله تعالى لم تُسَلّط عليه، ولو لم يرج إلا الله ـ تبارك وتعالى ـ لما وكله إلى غيره؟!
وروى عبد الجبار بن كليب. قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في سفر، فعرض لنا الأسد، فقال إبراهيم: قولوا: اللّهم أحرسنا بعينك التي لا تنام، وأحفظنا بركنك الذي لا يزام، وارحمنا بقدرتك علينا لا نهلك، وأنت رجاؤنا يا ألله، يا ألله يا ألله!!.
قال: فولى الأسد عنا هارباً!!
ثم قال: وأنا أدعو بهذا الدعاء عند كل أمر مخوف، فما أرى إلا خيراً.