/ صفحه 52/
زلة بليغ:
قال ابن أبي الإصبع في ((نثر النظم)). ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ في الكتاب العزيز: ((يعملون له ما يشاء من محاريِبَ وتماثيلَ وجِفان كالجوَاب، وقدور راسيات)) فإن ذلك حل لقول إمرىء القيس:
وقدور راسيات وجفان كالجوابى
قال العباسي: نبّه بعض الرواة أن بعض الزنادقة نحل ذلك امرأ القيس وتكلم على الآية الكريمة، وأن الشاعر لم يصح أنه تلفظ به، ثم يقول العباس: وقد تصفحت ديوانه على اختلاف رواته، فلم أجد فيه قصيدة على هذا الوزن والروى.
أقول: ولم يصح أيضا من امرءالقيس ذلك الشطر: قتل الإنسان ما أكفره. وهو من وضع الجهلة والزنادقة!!

حب النساء للمال:
قال ابن سيّابة: والله لو كنت في سنّ نوح، وشَيْبة إبليس، وخِلقة مُنكَر ونكير، ومعى مال، لكنتُ أحبَّ إليها من مُقْترِ في جمال يوسف، وخلق داود، وسِنّ عيسى، وجود حاتم، وحلم الأحنف!!

البدء ((بلا)) بركة:
كتب ابن نباتة المصرى إلى شهاب الدين الحلبي رسالة، فقال في مُستهلّها:
لا يخرج الكرْهُ منى غيرَ مأبية * * * ولا ألين لمن لا يبتغى لينى
ثم قال: الاستفتاح ((بلا)): تيمُّن ببركة الشهادة.

صفة الصحابة:
صلى الإمام على(عليه السلام) صلاة الصبح، فلما سلّم انفتل عن يمينه وعليه كآبة، فمكث حتى طلعت الشمس، ثم قلّب يديه وقال: وقد رأيت أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
وما أرى اليوم أحدا يشبههم; كانوا يصبحون شُعْثاً غبْراً صُغْراً، قد باتوا الله سجّداً وقياماً، يتلون كتاب الله ـ تعالى ـ يُراوحون بين أقدامهم وجباههم، وكانوا ـ إذ ذكروا الله ـ مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم!!
ثم نظر إلى الذين حولها، وقال: هؤلاء باتوا غافلين.