/ صفحه 51/
ملكنا فكان العفو منا سجيّةً * * * فلما ملكتم سال بالدم أبْطَح
وحللّتموا قتل الأسارى وطالما * * * عدؤنا على الأسرى فنعفو ونصفح
وحسبكم هذا التفاوتُ بيننا * * * وكل إناء بالذي فيه ينضَح

نوح الأوز على الإمام:
روى الإمام أحمد في المناقب عن الحسين بن كثير عن أبيه ـ وقد كان قد أدرك عليا(عليه السلام) قال: خرج الإمام إلى صلاة الفجر، فإذا أوزّ يَصحن في وجهه!!
فقام الرجال يطردونها، فقال الإمام: دعوهّن فإنهن نوائح!!
ثم وقع أستشهادُه(عليه السلام)، وعلى قافله أشقى الآخرين لعنة الله إلى يوم الدين!!

المستشار ومؤتمن:
كتب زياد بن أبيه إلى معاوية يا أميرالمؤمنين قد ضبطت لك العراق بشمالى، وفرغت يمينى لطاعتك، فولّنى الحجاز.
فبلغ ذلك عبدالله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ وهو بمكة، فقال: اللّهم، أشغل عنا يمينَ زياد بما شئت!!
فأصابه طاعون في يمينه، فأجمع رأى الأطباء على قطعها!! فاستشار شُرَيْحا القاضي، فأشار عليه بعدم القطع وقال له: رزق مقسوم، وأجل معلوم، وإنى أكره ـ إن كانت لك مدة ـ أن تعيش في الدنيا بلا يمين، وإن كان قد دنا أجلك أن تلقى الله مقطوع اليد، فإن سألك: لم قطعتها؟ قلت: فرارا من قضائك، وبغضاً في لقائك!!
قال: فمات زياد من يومه، فلام الناس شريحا على منعه من القطع لبغضهم له، فقال شريح: إنه استشارنى، ولولا أن المستشار مؤتمن، لوددت أنه قطع يوما يده، ويوما رجله وسائر أعضائه يوماً يوما!!