/ صفحه 386/
1 ـ (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) 1 / الأنفال، أي: الأحوال المصاحبة لوصلكم، جعل ما بينهم من الحال لملابستها التامة لبينهم ـ أي وصلهم ـ صاحبة له، كما جعلت الأمور المضمرة في الصدور ذات الصدور، والمعنى: أصلحوا الأحوال التي تجمعكم حتى تكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق.
2 ـ (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) 35 / النساء أضيف الشقاق إلى ((بينهما)) بمعنى وصلهما إجراء له مجرى الأسماء المعربة، وهذه الإضافة من باب المجاز في الإسناد على حد قولهم: ((نهاره صائم)) ويصح أن يكون الأصل ((شقاقاً بينهما)) فأضيف الشقاق إلى الظرف توسعاً على معنى ((شقاقا فيما بينهما)).
وهذان الوجهان في الآية لها نظير في قوله تعالى: (بل مكر الليل والنهار)حيث يمكن تخريجه على المجاز بإسناد المكر إلى الليل والنهار، وعلى تقدير حرف الجر، أي مكر في الليل والنهار.
3 ـ (لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون) 94 / الأنعام. قرىء بفتح ((بين)) على الظريفة، أي ما بينكم، وبضمها على الاسمية، أي وصلكم وما كان يجمعكم.
(جـ) وجاءت لفظة ((بين)) ظرفاً مضافاً إلى ((يد)) أو ((أيدي)):
1 ـ تارة للكناية عن القرب، ومن ذلك قوله تعالى: (هو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) 48 / الفرقان، ومثله ما في 46 / سبأ.
3 ـ وتارة بمعنى أمام، وذلك مثل قوله تعالى في وصف كتابه الكريم: (وإنه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) 42 / فصلت. أي منيع لا يتطرق إليه الباطل من أية ناحية من النواحي التي أمامه أو خلفه، وذلك على التمثيل بشخص قوي مستعصم لا يصل إليه أعداؤه.