/ صفحه 324/
من ثمرها، وقالت: إنكما لا تموتان، بل إن الله عالم أنكما يوم تأكلان منه تتفتح أعينكما وتعرفان الحسن والقبح، فلما أكلا من ثمر الشجرة انفتحت أعينهما، وعرفا أنهما عاريان، فصنعا لأنفسهما مئزرا، فرآهما الرب وهو يتمشى في الجنة، فاختبأ آدم وحواء منه، فنادى الله آدم أين أنت؟ فقال آدم: سمعت صوتك فاختبأت لأني عريان، فقال الله من أعملك بأنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة؟. ثم إن الله بعد ما ظهر له أكل آدم من الشجرة قال: هو ذا آدم صار كواحد منا عارف بالحسن والقبح، والآن يمديده فيأكل من شجرة الحياة، ويعيش إلى الأبد، فأخرجه الله من الجنة، وجعل على شرفتيها ما يحرس طريق الشجرة. وذكر في العدد التاسع من الإصحاح الثاني عشر: أن الحية القديمة هو المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله.
انظر كيف تنسب كتبهم إلى الله أنه كذب على آدم وخادعه في أمر الشجرة، ثم خاف من حياته، وخشى معارضته إياه في استفلال مملكته، فأخرجه من الجنة، وأن الله جسم يتمشى في الجنة، وأنه جاهل بمكان آدم حين اختفى عنه، وأن الشيطان المضل نصح آدم، وأخرجه من ظلمة الجهل إلى المعرفة وإدراك الحسن والقبح (ص 36 من كتاب البيان في تفسير القرآن).
وإننا انجد هذا اللون كثيراً في كتب العهدين القديم والجديد، ونرى كيف يصفون الأنبياء، فإبراهيم كذب على فرعون، وعرفه أن سارة أمته بينماكانت زوجته، فاتخذها فرعون زوجة له، وآتى إبراهيم أموالا من غنم وبقر وحمير وعبيد الخ، ولما علم فيما بعد أنها زوجة إبراهيم، ردها له وعاتبه في أنه لم يعرفه بهذه الحقيقة.
وإذن فإبراهى في نظر هؤلاء متصف بصفة الكذب، ويصفة السكوت على انتزاع زوحته منه.