/ صفحه 318/
((الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)) وهذه الآية الأخيرة هي مطلع سورة الأنعام التي جعلت تخب في هذا المعنى وتضع، من أولها إلى الآية المائة منها، ثم جاءت الآية التالية لهذه المائة بالنتيجة المقصودة.
فبعد أن بينت السورة أن الله هو خالق السموات والأرض، وعددت مظاهر قدرته وتصرفه من مثل ((خلقكم من طين ثم قضى أجلا))، ((وله ما سكن في الليل والنهار))، ((وعنده مفاتح الغيب))، ((وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار))، ((وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة))، ((هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض))، ((فالق الحب والنوى، يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي))، ((فالق الأصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا))، ((وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها))، ((وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة))، ((وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حباً متراكباً، ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه)).
بعد أن بينت هذا كله، وتخلله من البيان ماأراد الله أن يتخلله، واستغرق ذلك مائة آية، جاءت الآية الحادية بعد المائة بالنتيجة فقالت: ((ذلكم الله ربكم لا إلا إلا هو خالق كل شىء فاقبدوه، وهو على كل شىء وكيل)).
1 ـ بعض الناقدين للإسلام يقولون: إن الإسلام يصور الإله بصورة رهيبة، فهو الجبار المنتقم القهار... الخ. فأين هذا من المسيحيين الذين يسمون الإله باسم ((الأب)) الدال على معاني الرحمة والحب لأبنائه؟.
2 ـ والواقع أن هؤلاء النقاد إما غافلون أو متغافلون عما وصف به الإسلام رب العالمين.
فإن الله سبحانه وتعالى ييقول في كتابه العزيز: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ماكانوا يعملون)).