/ صفحه 31/
وبعد فإنه خير لمصر أن يبقى ذلك الخيط الدقيق الذي يربطها بالفقه الإسلامي لتبقى لها تلك الزعامة الروحية التي يقر بها المسلمون في سائر أقطار الأرض ولا تحاول قطعها كما قطعتها أمة من قبل فتتحول عنها تلك الأمامة كما تحولت عن تلك الأمة وليس ذلك من مصلحتها ومصلحة المسلمين وهي تقوم بجمع كلمتهم وضم شتاتهم.
ثم ماذا ينكر المخالفون من الأحكام المعمول بها الآن.
إنهم ينكرون أشياء استهجنوها وشهروا بها وسنذكرها واحدة واحدة ونبين آراء الشريعة والرأي الميسر فيها وسيجدون أن ما يبغونه من القوانين الوضعية من اليسر سيجدون ما هو أيسر منه في الشريعة الإسلامية.
فمما أنكروه قِصر مدة الحضانة في الشريعة الإسلامية.
وقد قالت السيدة سهير القلماوى:
إنها متناقضات، شاذة خارقة قد بلغت من الشذوذ ما يجعلها فوق مستوى التصديق، هذه أم تفرغت بعد الطلاق لتربية ابنها، لم تتزوج، استقالت من وظيفتها لتعنى بابنها، لها من علمها وبيئتها وتربيتها، ما يمكنها من تربية الطفل تربية مثالية، وفجأة بعيد سن السابعة يأتى زوجها السابق ـ أبوالطفل وقد تزوج أخرى وأنجب منها فرقة من البنين والبنات ثم تزوج ثالثة عليها وهي على وشك أن ينجب طليعة الفرقة الثانية وانحدر مستواه وانحدرت معه أخلاقه فننزع الطفل من أمه في ظل القانون ليضاف إلى فرقة الزوجة الثانية لأنها لا تزال على ذمته والثانية ساخطة على الزواج الثالث والبيت شقاق ونفاق ومقالب، ويراد للأم أن ترى مصير طفلها هادئة راضية لأن هذا هو الشرع، كلا يالجنة تعديل القوانين ليس هذا من الشريعة في شيء.

ونريد أن ننبه إلى أن السيدة الجليلة لم تقل ذلك لتخرج عن الشريعة كما يفعل غيرها، وإنما أرادت أن تبحث عن حكم آخر من الشريعة يكون أيسر وأسهل ويحقق ما رأته من المصلحة.