/ صفحه 306/
فقال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق،النار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة! فخليت عنان فرسه، فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة، ويعطف عيه عبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر الأخرم بعبد الرحمن، فطعنه عبد الرحمن فقتله، فتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم، فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر بأبي قتادة، وقتله أبو قتادة، وتحول أبو قتادج على فرس الأخرم، ثم إني خرجت أعدو في أثر القوم، حتى ماأرى من غبار أصحاب النبي(صلى الله عليه وسلم) شيئا، ويعرضون إلى شعب فيه ماء يقال له: ذو قرد، فارادوا أن يشربوا منه، فابصروني أعدو وراءهم، فعطفوا عنه وأسندوا في الثنية ثنية ذى دبر، وغربت الشمس، فألحق رجلا فأرميه فقلت خذها:
وأنا ابن الأكوع * * * واليوم يوم الرضع
فقا ل: يا ثكل أمي! أأكوعي بكرة؟ قال: قلت نعم يا عدو نفسه! فكان الذي رميته بكرة فأتبعته بسهم آخر فعلق فيه سهمان، ويخلفون فرسين فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وهو على الماء الذي حلاءتهم عنه ((ذو قرد)) فإذا نبي الله في خمسمائة، وإذا بلال قد نحر جزورا مما خلفت، فهو يشوي لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)من كبدها وسنامها، فأتيت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، فقلت: يارسول الله خلني فأنتخب من أصحابك مائة فآخذ على الكفار بالعشوة، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: أكنت فاعلا ذلك يا سلمة؟ قلت: نعم والذي أكرمك، فضحك رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، حتى رأيت نواجذه في ضوء النار، ثم قال: إنهم الآن يقرون بأرض نبي غطفان، فجاء رجل من غطفان فقال: مروا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فتركوها وخرجوا هرابا.، فلما أصبحنا قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا اليوم سلمة، فأعطاني رسول لله(صلى الله عليه وسلم) سهم الرجل والفارس، ثم أردفني وراء على العضباء راجعين إلى المدنية، فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة وفي القوم