/ صفحه 305/
أنا ابن الأكوع * * * واليوم يوم الرضع
فألحق برجل فأرميه وهو على رحله، فيقع سهمي في الرجل، حتى انتظمت كبده فقلت: خذها! وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع، فإذا كنت في الشجرة أحدقتهم بانبل، وإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل فرميتهم بالحجارة، فما زال ذلك شأني وشأنهم أتبعهم وأرتجز حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي(صلى الله عليه وسلم)،إلا خلفته وراء ظهري، واستنقذته من أيديهم، ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحاً وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون منها، ولايلقون من ذلك شيئا إلا جعلت عليه حجارة، وجمعته على طريق رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري مددا لهم، وهم في ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل فأنا فوقهم، قال عيينة: ماهذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، مافارقنا بسحر حتى الآن، وأخذ كل شىء في الدنيا وجعله وراء ظهره، فقال عيينة: لولا أن هذا يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم، ثم قال: ليقم إليه نفر منكم، فقام إلى نفر منهم أربعة فصعدوا في الجبل، فلما أسمعتهم الصوت قلت لهم: أتعرفونني؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا أبن الأكوع، والذي كرم وجه محمد لا يطلبني رجل منكم فيدركني، ولا أطلبه فيفوتني، فقال رجل منهم: إن ذا ظن، قال: فما برحت مقعدي ذلك حتى نظرت إلى فوارس رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وعلى أثر أبي قتادة المقداد، فولى المشركون مدبرين، وأنزل ن الجبل، وأنزل من الجبل فأعرض للأخرين عنان فرسه، فلت: ياأخرم أنذر القوم! يعني احذرهم، فإني لا آمن أن يقتطعوك، فاتئد حتى يلحق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه،