/ صفحه 304/
ثيابه فلبستها، ثم استويت على فرسه، وحمت على ابن أخيه فدققت صلبه، فانكشف ما معه من اللقاح فحسبتها برمحي وجئت أحرسها، فقال رسول الله: أفلح وجهك يا أبا قتادة ما هذا وجهك؟ يعني السهم في جبهته وكان نسيه ـ ثم نزعه عليه الصلاة والسلام بيده الشريفه وقال: أبو قتادة سيد الفرسان، هذه ألفاظ قليلة، فانظر ماوراءها من الطاقة الجسمية والروحية، وارجع إلى التفصيل في كتب المغازي، قال المسلمون حين جاءوا على أثر أبي قتادة ورأوا برده على قتيل ـ هو حبيب أو عبد الرحمن ابن عيينة أو مسعدة على خلاف في الرواية ـ إنا لله وإنا إليه راجعون، قتل أبو قتادة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس بأبي قتادة بل قتليه وضع عليه برده، وإن أبا قتادة ليرتجز الآن في أثر القوم.
قلت: فماذا ترك أبو قتادة من شرف ذلك اليوم لسلمة بن الأكوع؟.
قال: بل قل ماذا ترك سلمة بن الأكوع من شرف ذلك اليوم لأبي قتادة.
فإنه لولا سلمة لأفلتت فزارة وغطفان بالغنيمة، فاسمع قصته كما جاءت في طبقات ابن سعد: قال سلمة بن الأكوع: خرجت أنا ورباح غلام النبي(صلى الله عليه وسلم) بظهر النبي(صلى الله عليه وسلم)، وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله كنت ريد أن أندِّيه مع الإبل، فلما أن كان بغلس أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فقتل راعيها، وخرج يطردها هو وأناس معه في خيل، فقلت: يارباح اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة، وأخبر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أنه قد أغير على سرحه، قال: وقمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: ياصباحاه! ثم اتبعت القوم ومعي سيفي ونبلي، فجعلت أرميهم وأعقر بهم، وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إلى فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميت، فلا يقبل على فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم وأقول: