/ صفحه 301/
قال: على رسلك، فليست المسألة من اليسر، أو السبيل من التعبيد بحيث يسلكه كل من شاء أو كل ما شاء... إن القرآن كلام الله أو هو الحق المبين من لدن الحق المطلق، فإذا استطاع العلماء أن يمدوا بأسباب علمهم النسبي إلى المطلق الذي لا يحده حد، ولا يرد عليه قيد، فذلك شأنهم، إلا أنه يجب ألا ننسى أن ((الحتمية العلمية)) أصبحت في خبر كان، بل إنها فترة قصيرة جدا في تاريخ النهضة العلمية الحديثة، تلك التي ظن خلالها أن العلم وصل إلى حد الإطلاق، لقد فرح القوم بما عندهم من العلم وخال أمثال ((تين)) و ((رينان)) أن عبادة العلم أصبحت أمراً واقعاً، وأن الحقائق العلمية قد استبانت حتيمية ضرورية، إنه لا فرق بين الحتمية العلمية المادية، وبين الجبرية الدينية إلا من حيث ذات المعبود، ولكن الربع الثالث من القرن التاسع عشر لم يتم حتى تحقق للعلماء أن الحتمية العلمية ـ وبالتالي عبادة العلم ـ خرافة كان من حسن حظ الإنسانية أنها لم تستقر في الأذهان، ولا تحسبن عليم الذرة أضاف جديدا أو أعاد الحتمية العلمية إلى الوجود العيني، بل لعله فعل النقيض من حيث النسبية العلمية التي لن تسمو أبدا إلى عالم الإطلاق إن ((لا شيلييه)) و ((بوانكاريه)) ثم ((پوتروكس)) و ((بيرجسون)) قد أقاموا أسس النسبية العلمية والفلسفية.
قلت: يبدو أننا خرجنا من دائرة بحثنا، فنحن في مجال الإعجاز العلمي للقرآن لا في الحتمية أو النسبية العلمية.
قال: فنحن في دائرة بحثنا لم نعدها، فالقرآن معجز على وجه الإطلاق ما في ذلك شك، والعلم غير معجز، ومقرراته نسبية ما في ذلك ريب، فإذا أردت أن تقيم بينهما علائق فهي مشروطة بأن تكون علائق نسبي بمطلق، فالثاني يقيد الأول أو يحده والعكس غير صحيح.
قلت: غير مفهوم.