/ صفحه 293/
ـ زيادة على مامر ـ: سد أبواب النبوغ والاختراع في كل شىء، ووقوع البعضاء والشحناء بين المجتمع الواحد، وغيرهما... وغيرهما...
الرابع: الأضرار الأخلاقية:
وشرب المسكرات: هدم للأخلاق الإنسانية، والمثل العليا، ويجعل من الإنسان الشريف الكامل إنساناً قذراً دنيئاً، لا يقاس حتى بالحيوانات من حيث الخسة والدناءة!. وقبل كل شىء: يلزم علينا أن نعلم جيدا: لماذا كان للإنسان مزية على غيره من سائر الحيوانات؟ هل كانت المزية لأجل أن الإنسان وذ قوة هائلة بالنسبة إلى جميع الحيوانات؟ كلا! ثم كلا! إن الإنسان من ناحية القوة والقدرة أضغف كثير من الحيوانات بدرجات... ودرجات كثيرة، فماذا هي المزية؟.
أجل: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ قد وهب الإنسان العقل والشعور ليميز بهما الأشياء السيئة من الأشياء الحسنة، وليعمل وفق إيحاءاتهما، ولئلا يكون كالحيوانات التي لا تعقل، فالإنسان إنما هو متقدم على الحيوانات من هذه الناحية، فإذا كان الإنسان صاحب الأخلاق الحسنة، كان جديراً بالعظمة والاحترام، وإذا لم يتحل بالأخلاق الحسنة، والصفات الحميدة، وتلوثت نفسه بالأخلاق القذرة الرديئة السيئة كان أدنى وأصغر من كافة الحيوانات، وإلى هذا المعنى الخطير يشير الإمام علي بن الحسين(عليهما السلام)، حيث يقول: ((إن الله خلق الملائكة، وركب فيهم العقل، وخلق البهائم، وركب فيها الشهوة، وخلق بني آدم، وركب فيهم العقل والشهوة، فمن غلب عقله على شهوته فهو أعلى من الملائكة، ومن غلب شهوته على عقله فهو أدنى من البهائم))!!.
والسمكرات تخلق من الإنسان صاحب الأخلاق الحسنة، وصاحب العقل والشعور إنسانا ولا كإنسان، بل أدنى من الحيوانات، فإن المسكرات عند ما تؤثر في الإنسان تأخذ منه جميع الأخلاق الحميدة، وتبدلها بالأخلاق الرذيلة، وإليك جملة من أضرار المسكرات الأخلاقية:
1 ـ زوال العفة:
فمن أضرار المسكرات الأخلاقية أنها تزيل العفة والحياء في الإنسان العفيف!. لأن المسكرات وقتما تؤثر في دم الإنسان، وتأخذ من الإنسان العقل والشعور عند ذلك تفسح له المجال في هتك أعراض الناس ونواميسهم المحترمة، أو جعل عرضه في محل الهتك والتعرض، ولا عجب في ذلك من إنه إنسان لا يعقل، وليس له من الشعور شىء!!.