/ صفحه 290/
إن الرجال الذين يتعاطون المسكرات لا يسكنون بيوتهم عند مايشربون الخمور، بل ينطلقون ـ بكل حرية ـ في الأزقة والشوارع، ويعربدون عند منتصف الليل، في وقت نوم الناس وراحتهم، وإذا وجدوا المارة يتعرضونه بالسب، والضرب، وغيرهما.. ـ كثيراً ـ وإن كان مع السكير أسلحة من السكين والمسدس وغيرهما.. فالمصيبة أعظم!.
دع عنك تسبب سكر السائقين اصطدام السيارات، والقاطرات، وغيرهما.. من وسائل النقل، فإن أكثرها من جراء سواقها السكارى الذين لا يشعرون! حتى أن عالمين اجتماعيين كبيرين باسم: ((روبينويج)) و ((بوكيون)) يعتقدان بأن نصف جميع المصادمات التي تقع ما بين وسائل النقليات; وكذلك نصف سوانح المعامل،ناشئة عن المسكرات.
3 ـ تحديد النسل:
وبالإضافة إلى جميع ما تقدم، فالمسكرات تكون سبباً لتحديد النسل، وقلة الأولاد، وإليك مضمون ما جاء في إحصائية الدكتور ((لفلين)) الأمريكاني إذ يقول: ((من كل رجل سالم يتولد أحد عشر طفلا، بخلاف الرجل المدمن للخمور فأطفاله لا يزيدون على ثلاثة أطفال على الأكثر)) فالمسكرات تحدد النسل.
ومما لا يخفى أن أولاد الرجل المدمن للخمور ربما يموتون قبل الولادة، ويتفق ـ في أغلب الأوقات ـ أن أولاده يموتون بعد الولادة بمدة قصيرة، وإذا لم يصبهم الموت، فإنهم ـ ربما ـ يبتلون بعد سنين بأمراض خطيرة، كالسكتة، والجنون، وتشنج الأعصاب، والصرع، وجمود العقل، والتوتر العصبي الشديد، والعقم، والعنن، وعدم رشد القوى العقلية، والحماقة، والبله، وغيرها وغيرها.. من أمراض وأمراض!!.
4 ـ مأساة العائلة:
ومن الأمور التي أمر بها جميع الأديان، وكذلك سائر الدساتير، والنظم الأخلاقية، وفي طليعتها الإسلام: احترام ((العائلة)) من الزوجة والأطفال وغيرهما، وكذلك من الاشياء التي ينهي عنها الإسلام، والأديان، والنظم الأخلاقية، هو: سوء معاشرة العائلة، وعدم المعاشرة الصحيحة الإنسانية معهم.