/ صفحه 275/
يعصي الله برزقه:
قال محمود الوراق:
أعارك ماله لتقوم فيه * * * بطاعته وتعرف فضل حقه
فلم تشكره نعمته ولكن * * * قويت على معاصيه برزقه
تجاهره بها عوداً وبدءاً * * * وتستخفي بها من شر خلقه
الخبر والجواب:
في نقد النئر: الخبر: كل قول أفدت به مسمعه مالم يكن عنده; كقولك: قام زيد، فقد أفدته العلم بقيامه. ومن الخبر: مايبتدىء المخبر به، فيُخص باسم الخبر. ومنه: مايأتي بعد سؤال، فيسمى جواب، كقولك في جواب من سألك: ما رأيك في كذا؟ فتقول: رأيي كذا. والخلاصة: أن الخبر يكون ابتداء منك، والجواب: يكون بعد السؤال.
الكذب والخلف:
الكذب: إثبات شىء لشىء لا يستحقه، أو نفي شىء عن شىء يستحقه.
والصدق: ضد ذلك، وهو إثبات شىء لشىء يستحقه، أو نفي شىء عن شىء لا يستحقه.
والخُلف في القول: إذا كان وعدا دون غيره، وهو أن يعمل خلاف ما وعد، فيقال: أخلف فلان وعده، ولا يقال: كذب. وقد يُخلف الرجل الوعد بفعل ماهو أشرف منه، فلا يقال: أخلف وعده; وذلك: كرجل وعد رجلا بثوب، فأعطاه ألف دينار، فقد تفضل عليه، وإن كان قد عمل به خلاف ما وعده; ومثله لا يسمى مخلِفاً وعده.
الصدق والكذب، والصواب والخطأ:
ليس في صنوف القول وفنونه مايقع فيه الصدق والكذب غير الخبر والجواب إلا أن الصدق والكذب يستعملان في الخبر، ويستعمل مكانهما في الجواب: الخطأ والصواب، والمعن واحد وإن فرق اللفظ بينهما. ويستعمل الحق والباطل في الاعتقاد بدل الصدق والكذب، والمعنى قريب من قريب.