/ صفحه 272/
الحسن بن علي، وجعفر بن أبي طالب، وقُثم بن العباس بن عبد المطلب، وسفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وكان سفيان بن الحارث أخا للرسول الكريم من الرضاعة، فقد أرضعتهما السيدة حليمة السعدية. وقد زل سفيان في بده أمره فهجا الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فأفحمه شاعره حسان. ثم أسلم عام الفتح وحسن إسلامه، وكان أحد الذين ثبتوا مع الرسول يوم حنين، وكان ممسكا بلجام بغلته ولم يفارقها. وكان عليه الصلاة والسلام يقول: إني لأرجو أن يكون فيه خلف من حمزة بن عبد المطلب، وشهر له بالجنة، فقال: ((أبو سفيان بن الحرث من شباب أهل الجنة، وسيد فتيان أهل الجنة)).
ويقيال: إن سفيان لم يرفع رأسه إلى الرسول منذ أسلم حياء من هجائه له.

لن تراني:
يقول أبو المعالي شيذلة الجيلي الواعظ الفقيه الشافعي: إنما قيل لموسى(عليه السلام)((لن تراني)) لأنه لما قيل له ((انظر إلى الجبل نظر إليه. فقيل له: يا طالب النظر إلينا لم تنظر إلى سوانا؟ وأنشد في ذلك:
يا مدعى بمقاله * * * صدق المحبة والإخاءِ
لو كنت تصدق في المقا * * * ل لما نظرت إلى سوائي
فسلكت سُبْل محبتي * * * واخترت غيري في الصفاء
هيهات أن يحوى الفؤا * * * د محبتين على سواء

ذرية بعضها من بعض:
كان بشر الحافي الصوفي من أولاد الرؤساء الكتاب، وسبب توبته: أنه أصاب في الطريق ورقة فيها اسم الله مكتوب، وقد وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية، فطيب بها الورقة، وجعلها في شق حائط. فرأى في النوم كأن قائلا يقول له: يا بشر، طيّبت اسمي، لأطيبن اسمك في الدينا والآخرة. فلما تنبه من نومه تنسك. وقد لقب بالحافي; لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شسعا لإحدى نعليه ـ كان قد انقطع ـ فقال له الإسكاف: ما أكثر كلفتكم على الناس!. فألقى النعل من يده والأخرى من رجله، وحلف لا يلبس نعلا بعدها.