/ صفحه 266/
وقرأ سعيد القرآن الكريم في ركعة بالبيت الحرام. وكان يتورع عن التفسير، وقد سأله رجل أن يكتب له تفسير القرآن فغضب، وقال: لأن يسقط شِقّي أحب إلى من ذلك. ولما كان مسافراً ببعض البلاد، سألوه عن الحديث فلم يحدث. فلما رجع إلى الكوفة حدّث، فقيل له في ذلك، فقال: انشر بَزّك حيث يعرف.

كلمة جليلة للشافعي:
قال يونس بن عبد الأعلى: سمعت من الشافعي كلمة لا تسمع إلا من مثله، هي: رضاء الناس غاية لا تدرك، فانظر مافيه صلاح نفسك في أمر دينك ودنياك فالزمه.

أشهب:
قال الشافعي: ما رأيت أفقه من أشهب لولا طيش فيه. قد انتهت إلى أشهب رياسة المالكية بمصر بعد ابن القاسم ـ وكانا متنافسين ـ ولم يدرك الشافعي بمصر من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عبد الحكم. ويقول ابن عبد الحكم: كان أشهب يدعو على الشافعي، فبلغه ذلك، فقال متمثلا:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * * * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * * * تزود لأخرى غيرها فكأن قد
قال: ومات الشافعي فاشترى أشهب من ترتكه عبدا، ثم مات أشهب بعده بشهر أو نحوه، فاشتريت أنا ذلك العبد من تركة أشهب. وقال محمد بن عاصم المعافري: رأيت في المنام كأن قائلا يقول: يا محمد; فأجبته فقال:
ذهب الذين يقال عند فراقهم * * * ليت البلاد بأهلها تتصدع
قال: وكان أشهب مريضا، فقلت: ما أخوفني أن يموت أشهب. فمات في مرضه.

براعة منجم:
كان بعض الملوك قد غضب على بعض أتباعه فاختفى منه، ولكنه علم أن ((أبا معشر)) المنجم المشهور سيدل عليه بتنجيمه، فأخذ طستا وجعل فيه دما، وجعل في الدم هاون ذهب، وقعد على الهاون أياما. وطلب الملك الرجل بكل وسيلة، فلم يصل إليه، فأحضر أبا معشر وطلب منه أن يعرّفه مكانه، فعمل المسألة التي