/ صفحه 264/
علم السيما:
ذكر ابن خلكان أن السهروردي كان يتعاطى علم السيما; وقد رووا: أن إنسانا جذب يده اليسرى، فانخلعت من كتفه وبقيت في يد الجاذب، ودمها يجري، فبهت الرجل وخاف ورمي إليه باليد.
ثم أخذ السهروردي تلك اليد بيده اليمنى، وإذا هي يده قد صارت منديلا.

السيدة نفيسة:
هي ابنة أبي محمد الحسن بن علي(عليه السلام)، وكان للمصريين فيها اعتقاد عظيم لم يزل إلى الآن. ولما دخل الشافعي مصر، خضر إليها وسمع عليهاالحديث، ولما مات أدخلت جنازته إليها وصلت عليه في دارها. ولما توفيت ـ نضر الله ثراها ـ عزم زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر الصادق ـ رضي الله عنهما ـ على حملها إلى المدينة المنورة ليدفنها هناك، فسأله المصريون بقاءها عندهم، فدفنت في الموضع المعروف بها الآن، وكان داراً لها. وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده، وقد جربه الناس.

المسلمون إخوة:
أتى الأشعث بن قيس إلى الإمام علي(عليه السلام) يتخطى رقاب الناس، وكان الإمام على منبر الكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين، غلبتنا هذه الحمراء على قربك!!.
فركض الإمام المنبر برجله! فقال صَعصعة بن صُوحان العبدي: ما لنا ولهذا؟ ـ يعني الأشعث ـ ليقولن أمير المؤمنين اليوم في العرب قولاً، لا يزال يذكر.
فقال الإمام: من يعذرني من هذه الضياطرة(1)؟ ينمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار، ويُهجِّر قوم للذكر فيأمرني أن أطردهم! ما كنت لأطردهم فأكون من

ــــــــــ
(1) الضياطرة: الحمر العضل الفاحشون. واحدها ضيطر وضيطار.

الجاهلين! والذي فلق الحبة، وبرأ النسَمة، ليضرُبنكم على الدين عَوْداً كما ضربتموهم عليه بدءا.

النبوة والرسالة:
فضّل العز بن السلام النبوة على الرسالة، لأنها خطاب الله لنبيه بما يتعلق به، والرسالة متعلقة بأمته، وذهب الأكثرون إلى تفضيل الرسالة، لأنها تفضيل بالكثرة والجدوى، والرسالة فيها هداية الأمة، والنبوة مقصورة على النبي.