/ صفحه 237/
((تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى ناراً ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد)).
إطاعة الله والرسول:
أما إطاعة الله والرسول فهي الاعتصام بحبل الله والتمسك بأوامره والنزول على بيان الرسول فيها، وإطاعة الله فيما نص فيه واجب عام لجميع المسلمين حيث لا احتمال فيه، وطاعته فيما فيه احتمال تكون بما يفهمه المجتهدون الواقفون على أسرار الشريعة وأساليب القرآن، ومن هنا تعددت الآراء والمذاهب، وكل ذي رأي أو مذهب طاعة الله بالنسبة إليه أن يعمل بما أدرك، ولا عليه أن يترك رأي الآخرين، وهذا هو معنى الطاعة في الأوامر والنواهي ((وهناك طاعة يصح لي أن أطلق عليها إطاعة كونية، على أنا لا نكاد نجد سبباً كونياً لمسبب مطلوب إلا وقد أمر الله باتخاذه)).

للرسول جانبان:
أما إطاعة الرسول فينبغي أن نعلم أن للرسول جانبين:
1 ـ جانب المبلغ عن ربه ما أمر بتبليغه، وإطاعته فيه كإطاعة الله في آياته القرآنية من جهة النصيّة والاحتمال، فكما لا رأي للإنسان في منصوص القرآن، لا رأي له أيضا في منصوص السنة متى صح سندها، وثبتت روايتها.
وكما مُنح المجتهد حق الاجتهاد في محتمل القرآن، ووجب عليه أن يعمل بما يدرك منه، مُنح أيضاً هذا الحق في محتمل السنة.