/ صفحه 206/
وموقف المحدثين في ذلك الوقت ـ وهم رجال التربية في ذلك العصر ـ كان موقف المحارب لهذه الظاهرة. وأكثروا لذلك رواية هذا الحديث النبوي الكريم.
13 ـ المقارنة في المتن توضح منهج التربية في العصر الذي جمعت فيه هذه الأحاديث، يظهر ذلك من الأحاديث التي اشترك فيها كلهم أو جلهم ومعظمها فقهيات.
14 ـ المقارنة في المتن تكشف عن منهج المؤلف في ترتيب مصنفه; فمنذ جمعى الروايات الحديث الواحد عند الإمام أحمد لا حظت أنه في الغالب يذكر أولاً الحديث التام إذا كان للحديث روايات مطولة ومختصره، ثم يذكر مختصر هذا الحديث في الروايات التالية، ويذكر من روايات الحديث الإسناد العالي أولاً كذلك. وهذا إما من صنيع الإمام نفسه أو من صنيع ابنه عبدالله الذي عنى بتربيت المسند وتهذيبه بعد موت والده(رحمهما الله).
15 ـ المقارنة في المتن ضرورية عند استنباط الأحكام الشرعية. هذه أهم نتائج المقارنة من حيث المتن التي وضحت لي أثناء دراستي المقارنة.. وأما جدول الجرح والتعديل فقد ذكرت فيه جميع الرواة الذين رووا أحاديث عبدالله بن عمرو التي جمعتها، وذكرت أشهر الأقوال فى نقدهم، وأفردت بالذكر مجموعة الرواة الضعفاء والمجهولين والمتروكين في كل من مجموعتي رجال الإمام أحمد ومجموعة رجال الكتب الستة.
وأحب أن أشير إلى الملاحظات الآتية:
1 ـ هناك أسماء لامعة في نقد الرجال يعتد بأقوالهم منهم يحيى بن سعيد القطان ـ عبد الرحمن بن مهدي ـ يحيى بن معين ـ علي بن للديني ـ أحمد بن حنبل ـ البخاري ـ النسائي ـ أبو حاتم ـ ابن حبان ـ ومؤلفات المتأخرين في علم الرجال أمثال الذهبي والحافظ بن حجر معظمها حكاية لأقوال هؤلاء الأعلام.
2 ـ يكتفي النقاد عادة بالتجريح غير المفسر فيقولون: ضعيف أو متروك.
وفي ذلك خلاف بين العلماء، وأرجح الأقوال قبول جرح أهل العلم بهذا الشأن من غير بيان ((مقدمة ابن الصلاح طبعة حلب ص 117)).