/ صفحه 204/
أما المقارنة من حيث المتن فأهم نتائجها:
1 ـ المقارنة في المتن توضح أوجه الاختلاف بالزيادة أو النقص لفظا أو معنى الروايات المتعددة للحديث الواحد.
2 ـ المقارنة في المتن توضح منهج المؤلف، فالبخارى وغيره من أصحاب الكتب الستة قد يقطعون الحديث تبعا للأبواب الفقهية التي يعقدونها، والإمام أحمد يأتي بالحديث تاماً مشتملاً على جميع عناصره غالباً لأن منهجه يختلف عن مناهج الكتب الستة كما سبق.
3 ـ المقارنة في المتن تبعاً للنتيجة السابقة تفسر السبب في اختلاف الإحصاءات لأحاديث الكتب الستة. فبعضهم قد يعد هذه الأجزاء للحديث الواحد أحاديث شتى، وقد يعدها بعضهم حديثاً واحداً كصنيع الحافظ بن حجر، فقد أحصى جملة أحاديث عبدالله بن عمرو في البخارى فوجدها ستة وعشرين حديثاً ((أنظر مقدمة فتح البارى)) ولا يمكن ذلك إلا إذا اعتبر أساس الإحصاء ضم أجزاء الحديث الواحد بعضها إلى بعض وعدها حديثا واحدا.. وعلى هذا سرت، وانظر الحديث الأول في قصة اجتهاد عبدالله بن عمرو في العبادة فهي عندي حديث واحد على ما ينطوي تحته من جملة روايات قد يعدها بعضهم أحاديث كثيرة لا حديثا واحدا.
4 ـ المقارنة في المتن تلقي ضوءاً على الحديث ببيان سببه أو مناسبته.
5 ـ المقارنة في المتن تظهر وجه ترجيح رواية على أخرى لاعتبارات تشتمل عليها الرواية الراجحة، كالاعتبارات النفسية التي أوضحتها في حديث قصة عبد زنباع.
6 ـ المقارنة في المتن تبين منهج بعض الرواة في حرصهم على رواية الحديث بنفس الألفاظ التي سمعوها من شيوخهم، وبعضهم قد يكتفي برواية المعنى دون تقيد بالألفاظ.
7 ـ المقارنة في المتن تحسن الظن بالراوي الضعيف في حفظه إذا جاء الحديث من طريق قوي متفقا مع حديث.