/ صفحه 191/
* * *
لعل من أولى الدعوات في تجديد الأدب الدعوة إلى تجديد ألفاظ اللغة، ذلك أن الألفاظ تأخذ قيمتها من الوسط الذي تعيش فيه، فبعض الكلمات التي كان الجاهليون يستعملونها لا تقبلها آذان كثيرة في عصرنا، ولذلك فهي تعيش في بطون القواميس فقط، ومحاولة بعثها محاولة غير مأمونة العواقب دائما، والأديب
ــــــــــ
(1) مجلة الرسالة العدد 13 ص 22.
يريد أن يفهم الجماهير، فلو أنه وضع بين يديه قاموساً لغوياً وأخذ يمتح منه ـ كما رأيت بعض الحمقى يفعلون ذلك ـ لعرض نفسه وأدبه للسخرية، وإذن فلا بد من تجديد، أو على حد تعبير (العصبة الأندلسية(1)) ترميم اللغة، ولكن هذا الترميم في نظرهم لا يقتصر فقط على الألفاظ، بل يتعداها إلى القواعد والحروف والحركات.
وقد قامت هذه الجماعة على مبادىء منها: تهذيب اللغة، وتشذيب زوائدها، وضبط قواعدها، وتسهيل صيغها، وجلاء غوامضها، وتشريع أبوابها لدخول كل وضع جديد، ولفظ مستحدث، ومنها أن لكل أديب أن يصوغ لنفسه أسلوباً خاصاً، ويخلق جوّا لتفكيره،وعليه أن يخرج من المألوف ليتوصل إلى المبتكر، وليست هناك أصول محددة في الشعر، بل الشعراء أحرار، ماداموا يرتادون جمال الحياة، وروائع الطبيعة. ومن أهم مبادىء هذه الجماعة المحافظة على التراث القديم، وصيانة الثروات الأدبية التي تحويها خزائن الأدب العربي.
ومن العيوب التي رددها المعاصرون عيب الغموض، وهو عيب قديم تناول