/ صفحه 181/
وشيوع الشراب في المجتمع الغربي يَسَّرَ لدخول أنواع متعددة من المخدرات حتى أصبحت في متناول من هم في سن المراهقة من رواد المدارس وعمال المصانع. وأصبحت بذلك مشاكل هذا المجتمع صعبة الحل لأنها تتعلق بالاقتصاد القومي من جانب، وبتحكم العادات والتقاليد من جانب آخر.
وكلنا يعلم أو أوروبا بمجتمعاتها المختلفة ودولها العديدة أرادت ذات يوم أن ترضى شهوة السيادة والاستعمار فيها، كما تخلق أسواقاً لمنتجاتها الصناعية الاستهلاكية بعد ما حولت الصناعة فيها من يدوية إلى آلية، ومن فردية إلى رأسمالية ـ فقسمت الصين بينها إلى مناطق نفوذ. وأكبر شعب على وجه البسيطة عدداً هو شعب الصين، ولكي يستقر الأمر لأصحاب مناطق النفوذ في هذا البلد الكثير العدد روجوا تجارة الأفيون وروجوا استلاكه بين أفراد الشعب الصيني، حتى أصبح تناوله عادة متأصلة ومستحكمة. وبذلك قل إنتاج الشعب الصيني، فضلا عن ضعف مقاومته لهذا المستعمر الدخيل. ولعلنا نعرف كذلك أن بريطانيا كانت في مقدمة المستعمرين الذين رسموا ما يسمى بسياسة الأفيون في الصين تمكينا للأهداف الاستعمارية التي أشرنا إليها. ولم تصبح الصين بلداً ذا يقظة وذا رأي في السياسية العالمية الدولية إلا عندما حرمت الأفيون وعالجت مشكلة الإدمان عليه.
و ((سياسة الأفيون)) التي رسمتها أوروبا ونفذتها في الصين إلى قيام الحرب العالمية الثانية تتبعها إسرائيل في تهريب المخدرات بوسائل مختلفة إلى البلاد العربية، بغية إضعاف مقاومة هذه الشعوب من جانب، وإضعاف إنتاجها من جانب آخر، حتى تنفرد بالقوة وتنفرد بالسيطرة في منطقة الشرق الأدنى، وحتى تحقق سياستها فيما يسمى الإسكان والتعمير، وحتى تحقق حلمها الذي يداعبها والذي قامت عليه وهو: ((من النيل إلى الفرات)).