/ صفحه 172/
الحقيقة الكبرى قابله للجدل وبالتالي للنقض..؟ كلا بطبيعة الحال فهي مسلمة.
وإنما الجديد في الامر أن هذا الإسلام العربي الذي كتابه قرآن عربي غير ذي عوج عدل بالعرب إلى سواء السبيل، فصحح خطأهم القديم مبيناً لهم أنهم وغيرهم من آدم، وآدم من تراب، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. إنهم ـ أصلا ـ أسواء كأسنان المشط، والفضيلة عمل شخصي هو من كسبك، وأية عدالة أعدل من أن يؤثرك الله ثمرة عملك الصالح..؟ هل يستوي المفسدون والمصلحو؟ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ هل يستوي المجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم والقاعدون الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم..؟
لقد خلق الله الناس أسواء، وعليهم ومن سنة الله فيهم أن يتمايزوا بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر. ولا يظلم ربك أحدا.
قلت ـ إذا كنا في الاصل سواء فلالون ولا جنس ولا إقليم يميز زيداً من عمرو وإنما هو العمل الصالح. أفليس ذلك أساس الوحدة؟ أو ثم أعدل في ((نظام العقل)) منه..؟
قال ـ وهل اعترض عليك في هذا الذي يدو بديها معترض..؟
قلت ـ أجل.. فلقد أفدتموني في حديث سلف بأنه كان الإسلام ولم يكن صلاة ولا صوم.. ولقد اعترضت فى هذا من حيث التاريخ... قالوا... إنه لم يكن الإسلام قط دون صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج.. وإن القول بغير هذا يعد تبديلا في كلمات الله.. ((لا مبدل لكلماته)).
قال ـ فصبراً جميلا.. كان الإسلام ولم يكن صلاة ولا صوم أعنى بوصف كونهما تكليفين من تكاليف الإسلام.. أيمكن أن يقوم على هذا خلاف؟
قلت ـ نعم.. فلقد كان(صلى الله عليه وآله وسلم) يتعبد قبل الإسلام وكان قومه يتعبدون كذلك..
قال ـ صبر جميل ـ بالرفع هذه المرة ـ نحن في تكاليف الإسلام فهل سبقته في الوجود؟