/ صفحه 169/
يوماً بحزوى ويوما بالعقيق وبالإحساء يوما ويوما بالخليصاء وإنسان هذا شأنه معذر معذور إذ يجهل الحدود والسدود.. إنه واحد من جماعة إذا هي طوحت به كل مطوح فهو غير مستطيع أن يقف منها الموقف نفسه فلا أقل من أن يجمل ومن حمل النفس على ما تكره. و]إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه الى ما تستطيع[ فكذلك قال عمرو بن معد يكرب الزبيدي حين أرقه أمر أخته ريحانة التي سبيت وحاول ما وسعته الحيلة أن يخلص إليها فيخلصها إلا أنه باء بالخيبة.. وخواطره تلح عليه وتلحف وترغب اليه في أن يحاول جديدا.. ومن جد وجد...
قلت ـ وبقيت ريحانة سبية برغم جده في الأمر، فلقد أراد لها الله أن تكون في عز جديد لم يتجاوز بها رقعة الأرض العربية.. وأي فرق بين أن تكون في بني زبيد أن تكون عند سيد بني جشم)): ((الصمة)) الذي أولدها زيدا وعبد الله وعبد يغوث وخالداً؟.. لقد أغربت إغراباً نسبياً في أرض العروبة ذاتها فهو ليس إغراباً في الحقيقة.. وكان ثمرة إغرابها إنجابها هذا الذي أنت شهيده..
قلت ـ فمن أنجبت..؟
قال ـ لم تعد العرب ((أنجب)) بل تركت مفعوله هكذا عاماً مطلقاً فذلك أنجب وأبعد في المعنى الذي إليه قصدت، على أنك لم تجهل أنها ولدت دريداً وإخوته.
قلت ـ أردت ألا نتجاوز شخص تأبط شراً إلى جماعته وخلصائه المقربين فإذا نحن نتركهم جميعاً إلى زبيد، ((وجشم))..
قال ـ إنها المناسبة ومقتضى الحال على أنك لم تتخط حدود الأمة العربية.
قلت ـ فأما مسكم وحسبي لله قبل كل شىء.. ودريد بن الصمة.
وابن ريحانة بنت معد يكرب ليس من الوجوه التي نضرها الله فلقد أراه على رأس غطفان وهوازن يكيد للإسلام والمسلمين وحين رأي الدائرة تدور على عدو الله فرقه، وأيقن أنه مغلوب على أمره لم يسعه إلا أن يقول أسفا: