/ صفحه 15/
على مبدأى الاستطلاع والمصادرة تحرش المسلمون وهم في المدينة بأعدائهم المكيين، فقصدوا أموالهم وتجارتهم واستطلعوا أخبارهم ونواياهم، ولكن لا للمال والتجارة وإنما لغاية أسمى وهي تحطيم قواهم، وفتح باب مناوشتهم والدخول معهم في حرب يسترد بها المسلمون أموالهم، وديارهم وعزتهم، ويأمنون بها ما يدبره لهم خصومهم من الاعتداء عليهم في وطنهم الجديد، كما اعتدوا عليهم في وطنهم الأوّل ويفتحون بها الطريق أمام دعوة الحقّ فتطهر أرض الله من عبادة غيرالله.
بهذه الروح وقع القتال بين المكين والمسلمين واتصلت الغزوات بعد ذلك حتى كلها الله بالنجاح، وجاء نصرالله والفتح ودخل النّاس في دين الله أفواجاً.

النتيجة:
ومن هنا نستطيع أن نقرر أن اقتران غزوة بدر بمسألة التجارة ليست دليلا ولا شبه دليل على أن إرادة السلب والنهب هي التي كانت تسيطر على المسلمين دون إرادة ورد الطغيان والعدوان عن دين الله والمؤمنين بالله. وهذا ما يجب أن يعرفه كل مؤمن ليكون في حصانة من الشبهات والدعوات الضالة.
وإلى العدد القادم، إن شاء الله لنأخذ في الكلام على تفصيل بعض ما اشتملت عليه سورة الأنفال،،،